تنمية بشرية

التحفيز الذاتى فى السيرة النبوية

رسول الله مع أصحابه 

هذا نبى الاسلام

رسول  الله مع أصحابه

صور من حياة الصحابة

عند الله لست بكاسد ,عند الله - أنت غال

الصحابى زاهر

 يذكر أن صحابى من أهل البادية اسمه زاهرًا وكان رجلًا دميمًا، يهدي النَّبي صلى الله عليه وسلم الهديَّة من البادية، فيجهِّزه النَّبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج، وكان رسول الله  يحبُّه، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبيع متاعه، فاحتضنه من خلفه، ولا يبصره الرَّجل، فقال: أرسلني، مَنْ هذا؟ فالتفت، فعرف النَّبي صلى الله عليه وسلم،

فجعل لا يَأْلُو ما ألصق ظهره بصدر النَّبي  حين عرفه، و جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مازحا:

من يشتري العبد؟  فقال: يا رسول الله، إذًا والله تجدني كاسدًا،

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكن -عند الله لست بكاسد. أو قال: لكن -عند الله- أنت غال .

الصحابى جليبيب

أما  الصحابى الآخرفهو جليبيب رضي الله عنه و كان في وجهه دمامة، و كان فقيرا و يكثر الجلوس عند النبي صلى الله عليه و سلم، فيما يرويه أنس رضي الله عنه , أن النبي قال له ذات يوم : 

" يا جليبيب ألا تتزوج يا جليبيب ؟ فقال : يا رسول الله و من يزوجني يا رسول الله؟ فقال : أنا أزوجك يا جليبيب فالتفت جليبيب إلى الرسول فقال : إذا تجدني كاسدا يا رسول الله٠ فقال له الرسول صلى الله عليه و سلم:" غير أنك عند الله غير كاسد٠" 

فزوجه صلى الله  عليه و سلم فتاة من الأنصار٠ وبعد زواجه , خرج مع رسول الله في غزوة استشهد فيها رضي الله عنه٠ فلما انتهى القتال، بدأوا يتفقدون بعضهم بعضا، فسألهم النبي و قال : " هل تفقدون من أحد؟ قالوا نعم يا رسول الله نفقد فلانا و فلان، فقال صلى الله عليه و سلم:" و لكنني أفقد جُليبيباً٠ فقوموا نلتمس خبره "، ثم  بحثوا عنه في ساحة القتال٠٠٠ فوجدوه شهيدا بجانبه سبعة من قتلى المشركين، فقال النبي صلى الله عليه و سلم:" قتلتهم ثم قتلوك أنت مني و أنا منك، أنت مني و أنا منك٠" 

فتربع جالسا بجانب الجسد، ثم حمله على ساعديه حتى حفروا قبره، قال أنس رضي الله عنه:

" فمكثنا و الله نحفر القبر و جليبيب ماله فراش غير ساعد النبي صلى الله عليه و سلم» ٠" 

و كم من مواقف رسخ فيها النبى صلى الله عليه وسلم  الخلق الحسن المهذب و القيم و المثل العليا والذوق الراقى وشحذ الهمم لتنال  القدر الرفيع عند المولى جل وعلا وليكون المرء غال و ليس كاسدا.