نبى الله لوط ولا حول ولا قوة إلا بالله
إن اشتد عليك الكرب, و ضاقت عليك الأرض بما رحبت, وأُغلقت دونك السبل, فاعلم أن لك رب قوى وأنك تأوى إلى ركن شديد!
الملائكة في ضيافة لوط
لما توجهت الملائكة إلى ديار قوم لوط على صورة شبان حسان، واستضافهم لوط عليه السلام ودعاهم إلى بيته خلسةً، مخافة أن يراهم القوم، وخبأهم كي لا يحس بهم أحد من أهل القرية،وقال في نفسه (هذا يوم عصيب) .
فمالبث أن انتشر خبر الشبان الحسان إلى مسامع قوم لوط
ومن ثمَّ وصل قومه إلى بيت لوطِِ عليه السلام، وقالوا له : ألم نحذرك من استضافة الرجال في بيتك؟
فقال:هؤلاء ضيفى فلا تفضحون
وبدأ يبحث لوطِ علية السلام عن سند وعون :
فقال عليه السلام حين أبوا إلا فعل الفاحشة: { لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ}
لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً:أي لو كان لي أهلٌ وقوة أستند إليها. فهو يبحث عليه السلام عن نفوذ وقوة حُكم أو جاه أو قُوَّةَ بَدَنِ أو مال أو ولد.
﴿ أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ ﴾، أَيْ: أركَن و أَنْضَمُّ إِلَى عَشِيرَةٍ وأنصار تمنعني منكم، لَحُلْتُ بينكم وبين ما تريدون.
عندئذ أغلق لوط بابه والملائكة معه في الدار ، وهو يناظر قومه ويناشدهم من وراء الباب وهم يحاولون تسور الجدار ، فلما رأت الملائكة ما يلقى لوط بسببهم :
عندئِِذ أخبرته الملائكة أنهم رسل الله إليه , وبشروه أنهم لا وصول لهم إليه ,
وأن الله تعالى قد أمر الملائكة أن تهلك قومه، وتذيقهم العذاب بحجارة من السماء ،
وهذا لما بلغ الأمر منتهاه واشتد الكرب.
و{فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ}
وقال تعالى في موضع آخر أيضا { فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ , فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ}
فكان ذلك جزاء الظالمين.
لا حول ولا قوة إلا بالله
ألا فإنه كان يأوي إلى أقوى الأركان وهو الله، الذي لا يقوم لقوته أحد،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يغفر الله للوط إن كان ليأوي إلى ركن شديد " .
ومن اللطيف أنه عندما يشتد الكرب بالعبد المسلم فإنه يتبرأ من حوله وقوته إلى حول الله وقوته !!!! لاهثاً محولقاً:
لا حول ولا قوة إلا بالله
مصداقاً لوصية نبى الاسلام صلّى الله عليه وسلم حينما أوصى بها أبِي مُوسَى رضي الله عنه قائلاً:
(( قُلْ:" لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ "؛ فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ )).
اللهم لك أسلمت واستسلمت
والاعتراف بالضعف والانقياد والإذْعان والتذلل
, وتمام العُبوديَّةِ لله وتفوَّيضَ أُمورَ الكائِناتِ إلى اللهِ ، وأنَّا لا نملِكُ شيئًا من الأمْرِ.
, وتمام العُبوديَّةِ لله وتفوَّيضَ أُمورَ الكائِناتِ إلى اللهِ ، وأنَّا لا نملِكُ شيئًا من الأمْرِ.
حيث قوة المسلم هى فى الله وبالله, وحال المسلم جميعاً أنه يأوى إلى ركن شديد, ركن الله القوى المتين ,الله ذو الجلال والإكرام, الذى أمره إن أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون, من بيده ملكوت كل شئ, وإليه يرجع كل شئ.
تعليقات: 0
إرسال تعليق